responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 430
ذهب إلى قول أبي دؤاد [1] : [من الخفيف]
سلّط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صدى المقابر هام
يعني الطاعون الذي كان أصاب إيادا.
وجاء في الحديث عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه ذكر الطّاعون فقال [2] : «هو وخز من عدوّكم» : وأنّ عمرو بن العاص قام في النّاس في طاعون عمواس فقال [3] : «إنّ هذا الطاعون قد ظهر، وإنما هو وخز من الشّيطان، ففرّوا منه في هذه الشّعاب» .
وبلغ معاذ بن جبل، فأنكر ذلك القول عليه.
1805-[تصور الجنّ والغيلان والملائكة والناس]
وتزعم العامّة أنّ الله تعالى قد ملّك الجن والشياطين والعمّار والغيلان أن يتحوّلوا في أيّ صورة شاؤوا، إلّا الغول، فإنّها تتحوّل في جميع صورة المرأة ولباسها، إلّا رجليها، فلا بدّ من أن تكون رجلي حمار [4] .
وإنما قاسوا تصوّر الجن على تصوّر جبريل عليه السلام في صورة دحية بن خليفة الكلبي [5] ، وعلى تصوّر الملائكة الذين أتوا مريم [6] ، وإبراهيم، ولوطا، وداود عليهم السلام في صورة الآدميّين، وعلى ما جاء في الأثر من تصوّر إبليس في صورة سراقة بن مالك بن جعشم [7] ، وعلى تصوّره في صورة الشيخ النجدي [8] . وقاسوه على تصوّر ملك الموت إذا حضر لقبض أرواح بني آدم، فإنه عند ذلك يتصوّر على قدر الأعمال الصالحة والطالحة.
قالوا [9] : وقد جاء في الخبر أنّ من الملائكة من هو في صورة الرّجال، ومنهم

[1] ديوان أبي دؤاد 339، والأصمعيات 187، واللسان (منن، صدى) ، والتاج (منن) ، والتهذيب 3/302، وبلا نسبة في التاج (هيم) ، واللسان (هوم) .
[2] أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/395، 413، من رواية أبي موسى الأشعري، وتقدم في 1/234.
[3] ورد حديث عمرو بن العاص في ثمار القلوب 43 (141) ، والنهاية 5/163.
[4] تقدم القول ص 426، وانظر مروج الذهب 2/289.
[5] جاء جبريل على صورته في غزوة بني قريظة. انظر ثمار القلوب (138) .
[6] إشارة إلى الآية 17 من سورة مريم فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا.
[7] ثمار القلوب (138) ، وطبقات ابن سعد 4/366، 5/90، والإصابة 3/69 (رقم 3109) .
[8] انظر ما تقدم ص 399.
[9] ورد هذا القول في ربيع الأبرار 1/372.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 6  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست